Monday, September 2, 2019

الثقافة و آثارة النفس

تعريف الثقافة تتعدّد المعاني التي ترمي إليها الثقافة في اللغة العربية، فهي ترجِع في أصلها إلى الفعل الثلاثي ثقُفَ الذي يعني الذكاء، والفطنة، وسرعة التعلم، والحذق، والتهذيب، وتسوية الشيء وإقامة اعوجاجه، والعلم، والفنون، والتعليم، والمعارف.[١] أما اصطلاحاً فتعني ما يلي: مجموعة المعارف والعلوم والفنون التي من أبز متطلباتها الحذق.[١] العلم الذي يختص بالبحث في مختلف كليّات الدين، إذ تُعنى في شؤون الحياة كلها.[١] الإلمام بجميع قضايا التاريخ المهمة والوصول إلى الدرجة العليا، والرقي في الأفكار النظرية من سياسة وقانون وغيرها.[١] مجموعة من العلوم والخبرات والتجارب الدينية والاجتماعية التي تُسيّر الفرد نحو الوجهة الصحيحة.[٢] غنى وازدهار فكريّ يقود عقل الفرد للجمع بين الثقافات المختلفة والتنسيق فيما بينها، وذلك من خلال صقل الفرد لمواهبه بالمعرفة، والعلوم، وممارسة التراثيات الأدبية والفنية والفكرية.[٢] مجموعة العادات والتجهيزات التي يكتسبها الإنسان من المجتمع كونه عضواً فيه، متمثلةً بالمعارف والعلوم والمعتقدات والفنون والأخلاق والحق كما عرفها تايلور الإنجليزي سنة 1871م
خصائص الثقافة ينسجم أي إطار ثقافي مع إطاره المجتمعي الذي قام بخلقه وحدّد صفاته وخصائصه، والمظاهر الاجتماعية المُكتسَبة من قِبَل الأفراد الذين يبذلون كل طاقتهم للحفاظ على بقاء هذا النموذج واستمراريته وتطويره، ويمكن تلخيص هذه الخصائص على النحو التالي:[٣] الثقافة إنسانية: أي أنّ الإنسان هو المخلوق الوحيد على وجه الكرة الأرضية الذي بمقدوره ابتكار أفكار وأعمال جديدة؛ كونه المخلوق الوحيد الذي يملك جهازاً عصبيّاً قادراً على أداء مثل هذه المهام. الثقافة مكتسبة: يكتسب الفرد ثقافته منذ نعومة أظفاره، وخلال مسيرة حياته من مجتمعه المحدد بمكان وزمان محددين؛ عن طريق الخبرات الشخصية المكتسبة فيه؛ إذ ينعدم تأثير العوامل الفيزيولوجية على عملية اكتساب الفرد لثقافته. الثقافة اجتماعية: حيث لا تتم دراسة الثقافة إلا من خلال المجتمعات (الجماعات)، فهي نِتاج اجتماعي خَلَقته جماعة معينة تقوم بتمثيل عدة عادات وتقاليد مجتمعية وقيمية. الثقافة تطورية/ تكاملية: إن الثقافات ليست محكومة بالثبات والجمود، بل هي متطورة مع تطوُّرالمجتمع ورقيه، فيحدث التطور في كل من جوهر الثقافة، وفي الطريقة العملية لممارسة تصرفات الأفراد داخل المجتمع المتطور، كما أنّ هذا التطور لا يعني انعزال وانفصال كل مرحلة عن مراحل أخرى بل يدل على تكامل الثقافة؛ مما يُشبِع حاجات الفرد النفسية، والبيولوجية، والفكرية، والاجتماعية، والروحية للفرد. الثقافة استمرارية/ انتقالية: بما أن الثقافة هي نتاج مجتمعي وملك وراثي لأفراد المجتمع كافة وليس لفرد واحد؛ فإنّها لا تموت بموت الفرد الواحد، ولا يمكن القضاء عليها إلا من خلال القضاء على الجماعة التي أنتجت واتّبعت ومارست هذه الثقافة، وبما أنّها إرث مجتمعي جماعي؛ فهي قادرة على الانتقال من جيل الأجداد إلى الأبناء من خلال عمليات التثقيف والتنشئة والتربية والإعداد الثقافي والمجتمعي لهم، كما أنّها قادرة على الانتقال من جماعة لأخرى عن طريق وسائل الاتصال المتنوعة والمختلفة. إنّ وجود ثقافة ما مرتبط بوجود المجتمع والعكس صحيح، وبالرغم من أنّ لذلك تأثيراً في بعض العوامل الجغرافية والبيولوجية؛ إلا أنّها السبيل لحياة الجماعات، ونمط متجانس ومتكامل لحياة الأفراد. أهمية الثقافة إنّ للثقافة أهمية كبرى متمثلة في ما يلي:[٤] إنجاز وحدة متكاملة ومتجانسة بين أفراد المجتمع. إيجاد التقاطعات والميول والإهتمامات المشتركة بين أفراد المجتمع. تشكيل الطابع القومي والتراث الذي يُميّز أبناء المجتمع عن غيرهم من المجتمعات. تمكين الكيان الاجتماعي ودعم تماسكه. مظاهر الثقافة
المظاهر الرمزية: وتشكل علوم الحساب، واللغة، والموسيقى. المظاهر المعنوية: وتتمثّل بالعناصرالثقافية التي يتم إدراكها بالعقل والفكر مثل العادات والدين. المظاهر النفسية: تتمثّل بالمشاعر والتوجهات العاطفية من حب وكراهية للشخوص والأشياء. المظاهر الاجتماعية: وتشكّل سلسلة العلاقات بين أفراد المجتمع. المظاهر الماديّة: تتمثّل بالعناصر المادية التي تستخدم الحواس كوسيلة للإدراك مثل وسائل الإنتاج. علاقة الثقافة بالتربية تعد التربية أحد الأمور التي تحكم استمرارية وتطور ثقافة ما؛ كونها أساس انتقالها من جيل الأجداد إلى الأبناء عن طريق التعليم والتعلُّم. وفيما يلي توضيح لعلاقة التربية بالثقافة:[٤] تُشكّل التربية أحد مكونات العملية الاجتماعية الثقافية والمتمثلة في نقل مختلف أنواع التفكير، والنشاط، والمشاعر التي تتّسم بها جماعة ما من جيل الآباء إلى جيل الأبناء؛ لجعلهم يكتسبون الصفات الاجتماعية التي يحملونها عن طريق التريبة، وبالتالي فهي عملية تطبُّع اجتماعي. توصَف عملية تشكيل الثقافة من خلال التربية على الالتزام؛ إذ إنّ عدم الالتزام بنقل الثقافة من جيل إلى آخر عن طريق التربية يؤدي إلى القضاء على الثقافة وهلاكها، وبالتالي هلاك المجتمع. طبيعة حياة الإنسان المؤقتة والمحدودة بعمر وزمن معين تجعل من توارث الأدوار بين الآباء والأبناء أمراً ضرورياً؛ لنقل الثقافة والحفاظ على استمرارية المجتمع؛ إذ إنّ عملية النقل هي عملية تتصف بالإيجابية، وتتطلب تبسيط لعناصر الثقافة والاختيار بينها، بالإضافة إلى تجديدها. توفّر التربية القدر الكافي من الاتّساق والانسجام بين أفراد المجتمع، فهو الأمر الضروري لتشكيل أفكار ووسائل مجتمعية، وقيم، ومعتقدات، وأنشطة سلوكية، واتجاهات مشتركة بين أفراد المجتمع، والتي بدورها تُشكّل ثقافة ما من خلال الأسرة والجماعات والمدارس ودورالعبادة ووسائل الاتصال المختلفة. إنّ للتربية دورٌ هام في إحداث اتّزان وانسجام بين عناصر المحيط المجتمعي مع بعضها البعض، وعليه تساهم في إزالة الفروق بين طبقات المجتمع المختلفة، أو تساهم في بناء نظام طبقيّ بمحدّدات وقوانين صارمة له، بالإضافة إلى مساهمتها في عمليات تعدُّد السلوكيات والأفكار للأفراد، والذي بدوره يؤدّي إلى التغيُّر والتنويع الثقافي والاجتماعي. تعد التربية أداة لتحقيق التماسك الاجتماعي والمحافظة على استمرارية المجتمع؛ كونها وسيلة لنقل الثقافة بين الأجيال، كما أنّ للتربية أهمية في تزويد الفرد بالمهارات والمعلومات وسبل التفاعل الإيجابي والتأقلم السوي مع أفراد المجتمع الضرورية للقيام بمهام إنتاجه في المجتمع. تختلف التريبة باختلاف المجتمع وثقافته، وأيدولوجيته، ونظامه السياسي، والاقتصادي، والاجتماعي.
و الثقافة لها أثر كبير جدا علي النفس بشكل عام و خاص.

مصر الحضارة

تلعب مصرُ دوراً حضارياً هاماً منذ فجر التاريخ، فهي دولة عريقة قديمة، شهدت بزوغ عدد لا يحصى من الأمم والحضارات، واندثار أخرى مما أكسبها أهمية عظيمة على كافة المستويات والصعد، إلى جانب سجلّ حافل بالإنجازات الحضارية الهامة، هذا عدا عن خروج العديد من المبدعين، سواءً في القديم أو في الحديث من أراضيها، الأمر الذي صارت به محطَّ أنظار العالم، والمهتمين بالشؤون الحضارية من كافة أرجاء الأرض. تعتبر مصر بسبب ذلك كالمتحف المفتوح، فلا يوجد شبر على أراضيها إلا ويحكي قصة ما، أو يحتوي على أثر لأمة مرت يوماً ما على هذه الأرض الخالدة والمباركة، ومن هنا فإن لمصرَ لها مكانة خاصة على مرّ التاريخ، وهي مركز تجمع الآثارات بامتياز، وهي على رأس قائمة المقاصد السياحية العالمية بكل ما تحمله الكلمة من معنى. صارت بعضُ الآثار في مصر مع الزمن أيقوناتٍ دالّة عليها خاصة في وقتنا الحالي، فقد نالت شهرت عالمية لا نظير لها بسبب أهميتها ومكانتها العالية، فمنها ما أصبحَ من عجائب الدنيا السبعة، حيث إنها تمثّل اليومَ ثروة قومية لا نظير لها لهذه الدولة العظيمة، بل وللمنطقة العربية بأسرها.
و نفوس الضعيفه للروساء

سحر الفودو النجس

السحر الأسود الرهيب سحر الفودو … لا بد أن لفظة السحر الأسود أو فودو قد مرّت من قبل.. قرأتها في رواية رعب تتعلق بإفريقيا.. أو سمعتها في أحد أفلام الرعب الممنوعة لمن هم أقل من 18 عامًا.. أو في برنامج وثائقي وفي هذه الحالة لا بد أن اللفظة ترتبط في ذهنك ، بمجموعة من الأفارقة يرقصون ويتقافزون في الهواء وهم يرتدون ملابس عجيبة ، ويغطون وجوههم بأصباغ غريبة الأطوار و يتعجب منها من يراهم مما يجعلك تثق بأفعاله و كلامه
البعض يظن أن هذه الكلمة لا تعني سوى السحر الأسود ، والبعض الآخر يظن أنها مذهب ديني لم يعد له وجود،في حين يصرّ البعض على أن الأمر كله مجرد خرافة لا أساس لها من الصحة، لذا أعتقد أنه حان الوقت لنزع الغموض عن هذا الموضوع الشيّق ، وسنبدأ في هذا على الفور.
شاهد هذا المقطع علي اليوتيوب ستراى طقوس غريبة و تزداد غرابه في كل مرة شاهد بتمعنhttps://youtu.be/FP0FR40Wz68 

ميلاد هذ النوع من السحر الأسود الرهيب سحر الفودو

يؤمن العديد من المؤرخين بأن مذهب الفودو وجد في إفريقيا منذ بداية التاريخ الإنساني، ويقول بعضهم إنه يمتد إلى 10 آلاف عامًا بالتحديد، لكن الدراسات المستمرة في هذا الموضوع خرجت علينا بنظريات جديدة، ومنها أن أهم أسباب تشكيل ديانة الفودو على هذا الشكل الذي يعرفه الآن، كان الاحتلال الأوروبي لإفريقيا، وبدء تجارة العبيد ..

ففي الوقت الذي كان يفكر فيه المحتل الأوروبي بتمزيق معتقدات الأفارقة الدينية، كوسيلة ناجحة لتحويلهم من جماعات إلى أفراد يسهل السيطرة عليهم ،كان خوف هؤلاء الأفارقة على ديانتهم عميقًا إلى درجة أنهم اجتمعوا مرارًا، ليقوموا بتعديل وتطوير شعائرهم الدينية، ومزج هذه الشعائر رغم اختلاف الطوائف ، حتى خرج مذهب الفودو في نهاية الأمر في صورته النهائية..
وكلمة فودو (Voodoo) في حد ذاتها شتقة من كلمة (Vodun) التي تعني (الروح) ، وكان انتشار هذه العقيدة التي بدأت في جزر الكاريبي سريعًا، حتى أنه شمل كافة الدول والمقاطعات الإفريقية ، مما ساهم في نجاح وبقاء هذا المذهب الجديد.



انتشار السحر الأسود وعقيدة الفودو مع تجارة العبيد:

ومع انتشار تجارة العبيد ، انتشر الفودو حتى وصل إلى الأمريكيتين ، واستقر في (هايتي) واكتسب هناك شهرة خاصة بأنه طقوس للسحر الأسود قادرة على الإيذاء ، وبينما استقر الفودو في (هايتي) وبعض جزر (الكاريبي) بدأ يختفي ويتلاشى من إفريقيا ذاتها.. أو هذا ما يظنه البعض!

أساس عقيدة الفودو وسحر الفودو:

و هذا ربما يكون ميثاق بين المشعوذ و كأن يعلمه الله
 و هذه بعض طقوس سحر الفودو







كل شيء واحد كبير .. هذا هو الأساس الذي بنيت عليه ديانة الفودو ، والمقصود هنا هو أن كل شيء في هذا الكون ينتمي إلى الآخر، فلا يوجد أنا وأنت، بل نحن الاثنان جزء من واحد كبير هو الكون ذاته، ومعنى هذا أن التأثير على جزء سيؤدي إلى التأثير عليك وبالتالي على الكون الواحد الكبير.. وهذه النظرية –وإن بدت لك غريبة– ذات أساس علمي بحت ، فأثبت كثير من العلماء أن كل شيء في هذا العالم له علاقة بكل شيء آخر حوله ، وأننا كلنا أجزاء من كل واحد ، لكن الاختلاف في عقيدة الفودو أنهم لا يرهقون أنفسهم بالمعادلات العلمية ، بل يكتفون بالتفسيرات الروحانية لكل شيء.
فالإله في ديانتهم يتمثل في صور أرواح الأجداد والآباء الذين ماتوا ، وهذه الأرواح ترعاهم وقادرة على مساعدتهم أو معاقبتهم حسب ما يتصرفون، وبالتالي ففي اعتقادهم أن هناك دائرة مقدسة تربط بين الأحياء والموتى، وكل طقوسهم التي يمارسونها تعتمد في الأساس على إرضاء أرواح الموتى لنيل رضاهم.
و كثيرًا ما تتمثل صورة الإله في ديانة الفودو، في هيئة أفعوان ضخم، حتى أن البعض ترجم كلمة فودو على أنها (الأفعى التي تجمع كل من لديهم الإيمان)..، و كأي ديانة أخرى سنجد أن هناك الكهنة ذوي المراتب العليا ، والذين يطلقون عليهم ألقاب (الأب) و(الأم)، وهؤلاء الكهنة هم في الواقع خدم الإله أو الأفعوان الكبير، يعاقبون باسمه ويكافئون باسمه.
وبينما يطلقون على الإله الأكبر اسم (بون ديو)، نجد أن لديهم آلاف الأوراح التي تجوب الأرض من حولهم، ويطلقون على هذه الأرواح اسم (لوا) ، و هذه الـ(لوا) قد تتمثل في أشكال عدة، منها الـ(دامبالاه) و(أجوا)
و(أوجو) و(ليجبا) وغيرها كثير..

لكن ما دور هذه الـ(لوا) بالضب ؟! :

خلال احتفالات وطقوس الفودو، قد تتجسد هذه الـ(لوا) في أجساد بعض من يؤدوون هذه الطقوس، وفي هذا دلالة أكيدة على أنهم من المؤمنين المخلصين، وبالتالي يتحول هؤلاء الأشخاص في حد ذاتهم إلى (لوا)، يعملون على النصح والتحذير مما هو آت.
و لأن عقيدة الفودو روحانية بالدرجة الأولى ، سنجد أنهم يفسرون كافة الظواهر الطبيعية على أنها أفعال الـ(لوا) ، فالإعصار على سبيل المثال هو تجسد للـ(لوا أجوا)!
والموسيقى والرقص هما أساس احتفالات الفودو وهما الطريقة المثلى للاتصال بالأرواح ، وهذا ينفي ذلك الاعتقاد السائد بأن هذه الرقصات ما هي إلا وسيلة لزيادة الإخصاب عند من يرقصون.. فهذه الرقصات هي وسيلتهم للوصول إلى الحالة الروحانية الحقة التي تؤهلهم للتحدث مع الموتى.
و على أساس التفاصيل المذكورة، نجد أن عقيدة الفودو اجتماعية للغاية، وهي لا تؤثر على الفرد كفرد ، بل على العائلة في المجمل.. فكل فرد يؤدي الطقوس المطلوبة منه، وأرواح آبائه وأجداده ترعاه طيلة الوقت ، لذا فهو يطلب منه النصح والإرشاد والمعاونة ، وفي الوقت ذاته قد يلعب كاهن الفودو دور الحاكم أو الطبيب للجماعة، بأن يداوي أمراضهم باستخدام الأعشاب أو الأدوية التي يصنعها بنفسه ، على أساس أن خبراته الطبية هذه ورثها من الآلهة والأرواح.
و لأن التفاصيل الروحية تمتد إلى كل شيء، نجد أن هؤلاء القوم يؤمنون إيمانًا مطلقًا بالتعاويذ وتأثيرها على البشر.. فهناك تعاويذ للحب وللشفاء وللإصابة بالمرض وللإنجاب وهكذا.. لكن هذه التعاويذ لا يقدر على استخدامها إلا من كان إيمانه بالفودو مطلقًا.

حرب ضد الفودو وسحر الفودو

على الرغم من مكانة الفودو المقدسة بين الأديان القديمة ، نجد أنه قد تعرض لتشويه صورته أكثر من مرة ، فهناك من اتهمه بأنه مذهب بربري يحض على العنف والقتل والجنس و السحر الأسود.. وأغلب الظن أن هذه الشائعات كلها جاءت من المستعمرين الذين وجدوا في الفودو رابطًا قويًا يربط بين الأفارقة الذين ينتزعوهم من بلادهم ليحولوهم إلى عبيد، حتى أن سياسة المستعمر كانت تعتمد على تجريد العبد من لغته وديانته وطقوسه المعتادة ، بأن يجبروه على اعتناق المسيحية وتعلم اللغة الإنجليزية ، أو الفرنسية كما كان يحدث في تاهيتي .
وأصدروا قوانين بمنع هؤلاء العبيد من ممارسة شعائرهم الدينية ، وأن يسجن ويجلد من يمارسها ،وفي بعض الأحوال ، كانت عقوبة من يمارس الفودو تصل إلى حد الإعدام شنقًا..
وهكذا كان على أتباع هذا المذهب أن يجدوا حلاً لهذه المشكلة ، فأولاً مع تغيير لغتهم أصبح من اللازم الحصول على بديل إنجليزي أو فرنسي لينطقوا به الطقوس الإفريقية ، وقام بعضهم بمزج طقوس الفودو بالطقوس المسيحية ، ليتمكن من ممارستها سرًا ودون أن يتعرض للعقاب.

تطور وانتشار لهذا للسحر الأسود

والعجيب أن القوانين والممارسات التي مارسها المستعمر على الأفارقة ، لتجريدهم من عقيدة الفودو ، ساهمت أكثر على نجاح هذه العقيدة وتطويرها وتطويعها إلى الحد الكافي لتنتشر عبر أنحاء أوروبا والأمريكتين، ويكفي أن نعرف أنه الآن هناك بعض الدول التي ترخص قانونيًا ممارسة طقوس الفود ، ففي البرازيل مثلاً سنجده ، لكن تحت اسم (كاندومبل) وفي جزر الكاريبي الناطقة بالإنجليزية ، سنجده تحت اسم (أوبيه)، وبعض المدن في غرب إفريقيا لازالت تحوي أشد المخلصين لهذه العقيدة ، ثم أعلنت حكومة (هايتي) باعترافها بالفودو كدين كباقي الأديان، من حق أتباعه أن يمارسوا طقوسه علانية ، ودون أي حظر قانوني.

دمية الفودو

آخر ما سنمر عليه في هذا المقال هو دمية الفودو الشهيرة ، والتي يمكننا أن نقول بنوع من الثقة إنها أساس اعتقاد الأغلبية بأن الفودو ما هو إلا طقوس لممارسة السحر الأسود.
والدمية كما هو معروف للبعض مجرد دمية تصنعها من أي شيء في متناول يدك، حتى لو كان مجموعة من القش، وتلبسها بملابس قماشية، ثم تضم إلى هذا كله شيئا من الشخص الذي تريد التأثير عليه بدمية الفودو ، شعره ، قطرات من دمه ، أظافره.
بعد أن تصنع الدمية ستمسكها وستبدأ في ترديد طقوس وأناشيد الفودو  والتي يجب أن تكون مؤمنًا بها إيمانًا مطلقًا وإلا فلا داعي لإضاعة الوقت ، ثم ستحضر مجموعة من الإبر الطويلة ،  لتبدأ المرح..
بدمية الفودو يمكنك التأثير على الشخص الذي صنعت الدمية لأجله ، ويمكنك التحكم في تصرفاته أو تعذيبه أو حتى قتله ، وفقًا لقوتك الروحية وتمكنك من طقوس الفودو.
البعض يظن أن هذه الدمية هي سحر أسود حقيقي ، والبعض يعتقد أنها مجرد هراء، وأيًا كان الأمر فمن المفضل دائمًا عدم العبث فيما يتعلق بالسحر ، وإلا لما جاءت جميع الأديان السماوية بنصوص صريحة تنهي عن ممارسة السحر أو محاولة تعلمه.
تكون اولاً لكسب المال و السطلة والشعبية و كل ذلك قد يكون حقيقي او من وهم العقل الباطن و دافع الخوف يجعل بعض الناس يؤمنون بهؤلاء المشعوذين